إذا سألتني: ما حكمتك في الحياة؟ لقلتُ بدون تفكيرٍ: مَن سار على الدرب وصل
أنظر إلى ما تمَّ إنجازه من الموقع فأشعر بعظيم الامتنان لله (عزَّ وجلَّ ) الذي أعانني رغم كل ما مرَّ بي على إتمام هذا العملَ
أربع سنوات كاملة مرَّت عليَّ
ولو كنت أعلم يوم قرَّرتُ البدء في هذا العمل الجليل أنه سيحتاج كل هذه السنوات وكل هذا الجهد ربما لثبط ذلك من عزمي، وصدَّني عما نويته
أربع سنواتٍ كاملة كنت أعمل خلالها بمتوسط 10 ساعات متواصلة يوميًّا (عملتُ كثيرًا لحوالي خمس عشرة ساعة يوميًّا ) .. كنت أعمل أحيانًا من الفجر وحتى المغرب، وكنت أعمل أحيانًا من الثانية عشرة ليلا وحتى العصر.
وأورثني هذا الإنهاك عاهتين مستديمتين: الأولى في أصبعي الوسطى بيدي اليمنى، والأخرى في كتفي الأيمن.
وبعد أن انتهيت من مهمتي صرتُ حطام إنسان هدته الأمراض: ما بين السكر في أسوأ صوره، وقرحة بالقدم اليسرى سيكون لها ما بعدها، وتورم في القدمين بسبب توقف الدورة الدموية بهما نتيجة لضيق الأوردة العميقة بالقدمين، وهو ما يحول دون تحرك الدم من القدمين إلى القلب
ويعلم الله أنني انتظرتُ الموت خلال هذه السنوات عشرات المرات
ودائمًا كنتُ أدعو الله أن يمهلني حتى أُتِمَّ هذا العمل
كنت أفرض على نفسي كمًّا معينًا من العمل لا أتراجع عنه مهما حدث، ومهما كانت ظروفي الصحية
وكنت أنتهز فرصة أي وقت فراغٍ أجده، حتى أنني كنت أستغلُّ وقت فراغي في المدرسة للكتابة وتجهيز الامتحانات
لا وقت للراحة
ولا فرصة للترفيه
ولا صوت يعلو فوق صوت المهمة العظيمة
لا يراني أولادي إلا منكفئًا على الجهاز، أو ملتمسًا وقتًا يسيرًا للراحة
ولا يراني زملائي إلا منكفئًا على ما بيدي من أوراق
تعوَّدتُ على عدم إضاعة الوقت
إذا (انقطعت ) الكهرباء أو (فصل ) الانترنت قمت بالكتابة يدويًّا
المهم ألا أضيع دقيقةً واحدةً
وكلما ازدادت آلامي بسبب تفاقم حالتي الصحية قلت لنفسي:
الحمد لله الذي ابتلاني
ما ابتلى إلا ليغفر .. ويرفع به الدرجات
وكلما خطوتُ خطوةً إلى الأمام دفعني ذلك للمزيد من الخطوات، وما أنهيت جزءًا من موسوعة الامتحانات التفاعلية إلا زادني ذلك أملا في إنجاز المزيد
وكلما تقدَّمتُ إلى الأمام ازددتُ أملا أن الله الرحيم سيعينني على إتمام ما بدأته
سرتُ على الدرب الصعب منهكًا ومثقلا بالأمراض، ولكنني وصلتُ في النهاية
وحقًّا
مَن سار على الدرب وصل.
]]>إذا كنتَ من متابعي هذا الموقع فأنا واثق أنَّك لم تسأل نفسك يومًا: كيف يتمُّ تدبير نفقات هذا الموقع؟
وللإجابة على هذا السؤال قصَّة تستحقُّ أن تُروَى ..
عندما فكَّرت في إنشاء هذا الموقع لم أتخيَّل أن تكون تكاليفه باهظةً إلى هذه الدَّرجة:
تجديد دومينات .. وتجديد استضافة .. ودعم فنِّي .. وتطوير .. وإضافة موادّ .. وصيانة .. وبرمجة .. وتصميم .. وغيرها .. وكلُّ عنصر من هذه العناصر له تكلفة خاصَّة لا قبل لي بها.
أنا معلِّم .. ولا أملك في الدُّنيا مصدرًا للدَّخل إلا راتبي .. وحتَّى راتبي محوَّل على البنك لحصولي على قرض قمت بواسطته بإنشاء الموقع في البداية .. ثم ما تفرَّع عنه بعدها من مواقع.
وبالإضافة إلى ذلك فإنَّني في أشدِّ حالات المرض .. حيث أعاني من السُّكَّر .. ومن السِّمنة المفرطة .. ومن قرحة السَّاق في أبشع صورها ومراحلها.
وفي الحقيقة فإنَّني أعاني أشدَّ المعاناة في تدبير هذه النَّفقات .. وأستدين كثيرًا لتغطيتها .. ممَّا أثَّر بالسَّلب على أسرتي التي كانت تستحقُّ حياة أفضل .. وأنا أعتذر لكلِّ فرد من أفراد أسرتي على تقصيري في حقِّهم وتقديمي لاحتياجات الموقع على احتياجاتهم.
ويكفي أنَّني أعجز في أغلب الأحيان عن توفير العلاج.
المهمُّ .. في البداية .. وعندما اكتشفت أنَّ الأمر أكبر بكثير من إمكانيَّاتي .. وأنَّ الموقع أصبح مهدَّدًا بالتَّوقُّف بسبب عجزي عن الوفاء بهذه الالتزامات .. بدأت أفكِّر في حلٍّ حتَّى اهتديت لإنشاء موقع خاصّ بالتَّدقيق اللغوي .. أقدِّم فيه خدمة التَّدقيق اللغوي بأسعار رمزيَّة .. وأنفق من عائداته على الموقع .. وبالفعل قمت بإنشاء الموقع .. وبدأت في تقديم الخدمة مقابل مبالغ رمزيَّة.
وسأحكي لكم موقفًا بسيطًا لتشعروا بكمِّ المعاناة التي مررت بها في سبيل تأمين نفقات هذا الموقع ليظلَّ موجودًا على الانترنت ..
راسلني يومًا شخص صوماليٌّ يطلب مني تدقيق كتاب له باللغة العربيَّة .. واتَّفقنا أنَّ سعر الخدمة 65 دولار .. وبعد أن انتهيت من العمل طلبت منه تحويل المبلغ عن طريق الويسترن يونيون .. حيث إنَّها وسيلة الدَّفع المعتمدة لدى الموقع لتحويل الأموال من خارج مصر .. وفاجأني الأخُّ بأنَّ هذه الخدمة غير موجودة في الصُّومال.
ملاحظة: في هذا الوقت كنت مرتبطًا بموعد تجديد بعض دومينات المواقع .. وكنت في أشدِّ الحاجة للمبلغ لهذا السَّبب.
وبعد مراسلات لعدَّة أيَّام أخبرني هذا الشَّخص أنَّه وجد شركة خاصَّة لتحويل الأموال وأنَّه سيقوم بإرسال المبلغ عن طريقهم.
وبالفعل أخبرني بعدها أنَّه قام بتحويل المبلغ .. وأنَّهم سيتَّصلون بي من أجل استلام المبلغ.
ولم يكد يخبرني بالأمر حتَّى فُوجِئت باتِّصال من شخص بلكنة عربيَّة غريبة يسألني عن اسمي .. ويخبرني بوصول الحوالة .. وسألته عن عنوان الشَّركة فقال لي: إنَّهم موجودون في القاهرة .. وانزعجت سائلا إيَّاه: ألا يوجد لكم فرع في دمياط؟ فأجابني بالنَّفي .. وأنَّ الحلَّ للوحيد للاستلام أن أسافر إلى القاهرة.
وكان سبب انزعاجي أنَّني في حكم المعوَّق .. وأتحرَّك بصعوبةٍ بالغةٍ .. والسَّفر إلى القاهرة بالنِّسبة لي أمر شاقٌّ لأبعد درجة.
علمًا بأنَّني – بسبب ظروفي الصِّحِّيَّة – لا أسافر إلى القاهرة إلا بسيَّارة خاصَّة مستأجرة كانت تكلِّفني وقتها – وقبل ارتفاع أسعار الوقود – 500 جنيه .. ولمَّا كان من غير المعقول أن أنفق 500 جنيه لاستلام مبلغ 1200 جنيه فقد قرَّرت أن أستخدم المواصلات العاديَّة من أجل الاقتصاد في النَّفقات .. وحتَّى يكفي المبلغ غرض تجديد الدُّومينات.
ملاحظة:
في مكالمتي مع الشَّخص من شركة التَّحويل سألته عن عنوانهم في القاهرة فرفض إعطائي العنوان وقال لي: عندما تصل إلى القاهرة اتَّصل بي وسأخبرك بالعنوان بالتَّفصيل .. وإن كان قد أخبرني أنَّ مقرَّهم في (مدينة نصر ) .
ولم أضيِّع وقتًا .. ففي اليوم التَّالي مباشرة .. وفي الصَّباح الباكر .. اتَّجهت إلى القاهرة.
ووصلت إلى القاهرة في الصَّباح الباكر .. وبعد وصولي اتَّصلت بهذا الشَّخص لأُفاجَأ بأنَّ هاتفه مغلق .. ولم أدرِ ماذا أفعل .. سألت في موقف السَّيَّارات عن سيَّارات متَّجهة إلى مدينة نصر فقِيل لي: لا توجد سيَّارات من هنا تذهب إلى (مدينة نصر ) وأنَّ عليَّ أن أستقلَّ سيَّارة تتَّجه إلى مكان اسمه (زهراء مدينة نصر ) ثم ركوب سيَّارة من هناك إلى (مدينة نصر ) .. ولم يكن أمامي خيار آخر.
وكنت طوال الطَّريق أتَّصل على نفس الرَّقم بدون فائدة .. وكانت النَّتيجة واحدة: الهاتف مغلق.
ووصلنا إلى ما يُعرَف باسم (زهراء مدينة نصر ) لأكتشف أنَّني سأنزل في مكان صحراويٍّ .. وأنَّ عليَّ أن أقطع عدَّة مئات من الأمتار سيرًا على الأقدام للوصول إلى المكان الذي سأستقلُّ فيه سيَّارة إلى (مدينة نصر ) .
ولمَّا كنت منهكًا تمامًا وعاجزًا عن الحركة فقد قرَّرت الجلوس على الرَّصيف في قارعة الطَّريق بنفس المكان الذي نزلت فيه منتظرًا أن يفتح هذا الشَّخص هاتفه.
والمشكلة أنَّنا كنَّا في فصل الشِّتاء .. وما أدراك بفصل الشِّتاء في مثل هذه المنطقة الصَّحراويَّة .. عواصف وأمطار ورما وبرد يدقُّ العظام.
كلُّ هذا تحمَّلته في سبيل عدم المشي .. وجلست في مهبِّ الرِّيح وحيدًا وشاعرًا بالقهر وبالتَّعاسة وبالمرارة .. وكلَّما اتَّصلت ووجدت الهاتف مغلقًا شعرت باليأس وبالغضب أن تضعني الظروف في هذا الموقف .. وكانت المأساة أنَّ المبلغ المتبقِّي معي لن يكفي مصاريف العودة.
ومرَّت عليَّ عدَّة ساعات اتَّصلت فيها عشرات المرَّات .. وأيقنت أنَّني سأعود بالخيبة خالي الوفاض .. وتذكَّرت أسرتي وأطفالي .. ثم – وعندما يئست تمامًا – وبينما قمت متثاقلا أجرُّ أقدامي عائدًا إلى بلدي فُوجِئت برنين الهاتف .. وعلى الشَّاشة وجدت رقم هذا الشَّخص .. واتَّضح أنَّه كان نائمًا .. كما اتَّضح أنَّها ليست شركة .. وإنَّما هم يعملون كأفراد .. والتقيت به .. واستلمت المبلغ .. وانتهى اليوم على خير .. لأعتبره يومًا لا يُنسى.
]]>من سار على الدرب وصل
إذا سألتني: ما حكمتك في الحياة؟ لقلتُ بدون تفكيرٍ: مَن سار على الدرب وصل
أنظر إلى ما تمَّ إنجازه من الموقع فأشعر بعظيم الامتنان لله (عزَّ وجلَّ ) الذي أعانني رغم كل ما مرَّ بي على إتمام هذا العمل
ثماني سنوات كاملة مرَّت عليَّ
ولو كنت أعلم يوم قرَّرتُ البدء في هذا العمل الجليل أنه سيحتاج كل هذه السنوات وكل هذا الجهد ربما لثبط ذلك من عزمي، وصدَّني عما نويته
ثماني سنوات كاملة كنت أعمل خلالها بمتوسط 10 ساعات متواصلة يوميًّا (عملتُ كثيرًا لحوالي خمس عشرة ساعة يوميًّا ) .. كنت أعمل أحيانًا من الفجر وحتى المغرب، وكنت أعمل أحيانًا من الثانية عشرة ليلا وحتى العصر.
وأورثني هذا الإنهاك عاهتين مستديمتين: الأولى في أصبعي الوسطى بيدي اليمنى، والأخرى في كتفي الأيمن.
وبعد أن انتهيت من مهمتي صرتُ حطام إنسان هدته الأمراض: ما بين السكر في أسوأ صوره، وقرحة بالقدم اليسرى سيكون لها ما بعدها، وتورم في القدمين بسبب توقف الدورة الدموية بهما نتيجة لضيق الأوردة العميقة بالقدمين، وهو ما يحول دون تحرك الدم من القدمين إلى القلب
ويعلم الله أنني انتظرتُ الموت خلال هذه السنوات عشرات المرات
ودائمًا كنتُ أدعو الله أن يمهلني حتى أُتِمَّ هذا العمل
كنت أفرض على نفسي كمًّا معينًا من العمل لا أتراجع عنه مهما حدث، ومهما كانت ظروفي الصحية
وكنت أنتهز فرصة أي وقت فراغٍ أجده، حتى أنني كنت أستغلُّ وقت فراغي في المدرسة للكتابة وتجهيز الامتحانات
لا وقت للراحة
ولا فرصة للترفيه
ولا صوت يعلو فوق صوت المهمة العظيمة
لا يراني أولادي إلا منكفئًا على الجهاز، أو ملتمسًا وقتًا يسيرًا للراحة
ولا يراني زملائي إلا منكفئًا على ما بيدي من أوراق
تعوَّدتُ على عدم إضاعة الوقت
إذا (انقطعت ) الكهرباء أو (فصل ) الانترنت قمت بالكتابة يدويًّا
المهم ألا أضيع دقيقةً واحدةً
وكلما ازدادت آلامي بسبب تفاقم حالتي الصحية قلت لنفسي:
الحمد لله الذي ابتلاني
ما ابتلى إلا ليغفر .. ويرفع به الدرجات
وكلما خطوتُ خطوةً إلى الأمام دفعني ذلك للمزيد من الخطوات، وما أنهيت جزءًا من موسوعة الامتحانات التفاعلية إلا زادني ذلك أملا في إنجاز المزيد
وكلما تقدَّمتُ إلى الأمام ازددتُ أملا أن الله الرحيم سيعينني على إتمام ما بدأته
سرتُ على الدرب الصعب منهكًا ومثقلا بالأمراض، ولكنني وصلتُ في النهاية
وحقًّا
مَن سار على الدرب وصل.
لهذا الموقع قصة أحب لكل متابعيه أن يقرءوها
والبداية منذ حوالي ثمانية أعوام
كنت قد خرجت من تجربة مؤلمة بعد عودتي من ديوان عام وزارة التربية والتعليم إلى عملي بمدرستي الأصلية بعد انتداب دام لثلاثة أشهر
لم أتأقلم على العيش في القاهرة بعيدا عن أسرتي وأطفالي الصغار
أما عن انتدابي للعمل بديوان الوزارة فهذه قصة أخرى سأرويها في وقتٍ آخر
المهم أنني بعد العودة إلى مدرستي بدأت تلح علي كثيرًا فكرة النحو التفاعلي .. خاصةً بعد ظهور ال ICDL بامتحاناته التفاعلية
وبدأت أبحث على الانترنت عن البرامج الخاصة بهذا النوع من الامتحانات
واستمر بحثي عدة شهور دون أن أصل إلى شيء
كان هناك شيء ناقص دائمًا في هذه البرامج
واقتنعت أنه لا فائدة من استخدام البرامج المجانية
وخطر لي أن أبحث عن الإخوة العرب المشهورين باستخدام الامتحانات التفاعلية، وبدأت أبحث عن الأقسام المختصة في المنتديات العربية حتى عرفت اسم وعنوان أخت سورية تعمل مدرسة ولها مدونة خاصة تضع فيها امتحانات تفاعلية من تصميمها
وراسلتها ..
واتضح لي أنها ميالة لأن تكون هذه المساعدة مدفوعة .. ومن هنا بدأت أتفاوض معها على أساس أنني أريد حوالي 500 امتحان تفاعلي في النحو
وكان ما يدور بذهني وقتها أنني سأسوِّق هذه الامتحانات على الانترنت لتعويض ما سأدفعه لها
تبادلنا الكثير من الرسائل حتى فهمت تمامًا المطلوب
وتبقَّت آخر نقطة في الاتفاق .. وهي المقابل المادي
وفوجئت بها تطلب ألف دولار !!
كان هذا المبلغ أكبر من إمكانياتي بكل المقاييس .. خصوصًا وأنني كنت أمرُّ وقتها بأخطر أزمة مادية في حياتي ..
ولا أخفي سرا أنني كنت أعوِّل كثيرًا على هذا الأمر، وأن نظرتي للموضوع كانت نظرةً ماديةً؛ حيث كنت أتمنى أن يكون تسويق هذه الامتحانات فاتحة خيرٍ عليَّ للخروج من مشاكلي المادية
ولن أخفي سرا أيضًا أنني كنت سأقترض المبلغ الذي سأقدِّمه لها بالكامل
وبدأت أتفاوض معها بهدف تخفيض السعر، وأفهمتها أنه حتى نصف هذا المبلغ يفوق قدراتي، إلا أنها لم تبدِ أي استعدادٍ للتفاوض فيما يخصُّ السعر، وأكَّدت لي أنها ستعمل مع فريق وأن هذا السعر نهائي
وأُحبِطتُ كثيرًا؛ لأنني كنت أدرك أنه لن يمكنني توفير هذا المبلغ مهما فعلت
وبدأت أبحث عن شخصٍ آخر .. حتى عثرت عليه
إنها أخت من سلطنة عمان متميزة جدا في هذا المجال
ولم أضيِّع وقتًا ..
تواصلت معها فورًا وطرحت عليها الفكرة
وطلبت حوالي 7 آلاف جنيه مصري نجحت في تخفيضها إلى 3500 جنيه بعد مفاوضاتٍ قصيرةٍ
كانت إنسانةً رائعةً
وكان الجانب المادي آخر ما تفكِّر فيه
وبدأت المسيرة ..
كنت أرسل لها الأسئلة والإجابات، وهي تقوم بتحويلها إلى امتحاناتٍ تفاعليَّةٍ، ثم ترسلها لي لأقوم بمراجعتها
وفي كل مرة كنت ألاحظ وجود الكثير من الأخطاء لدرجة أن إنهاء الامتحان الواحد كان يستغرق عدة أيام
وبمرور الوقت بدأ يتضح أن هذه طريقة عقيمة وغير مثمرة، وأن الحل الوحيد هو أن أؤدِّي العمل بنفسي اختصارًا للوقت
فاقترحت عليها أن ترسل لي البرنامج الذي تستخدمه كاملا مع شرح مبسط لطريقة إعداد الامتحانات على أن أكمل أنا تصميم هذه الامتحانات
وتوقَّعتُ ألا توافق، ولكنها وافقت، وقدَّمت لي شرحًا كاملا لطريق تفعيل البرنامج وطريقة استخدامه
وكانت هذه هي نقطة التحوُّل في مسار هذا العمل بل في حياتي كافة
حيث اتضح لي أن هذا البرنامج الرائع يقدم خيارات متعددة عند إنهاء كل امتحان؛ حيث يمكن إنهاء الامتحان كبرنامج للعرض على أجهزة الكمبيوتر وعلى الاسطوانات، كما يمكن إنهاء الامتحان كنسخة html للعرض على مواقع الانترنت
وهكذا تغيَّرت الفكرة من العرض على اسطوانات (كمشروعٍ تجاريٍّ ) إلى العرض في موقع (مجاني ) على الانترنت
ورغم أن العرض في موقع على الانترنت كان فكرة مكلفة جدا وفوق إمكانياتي بكثيرٍ أيضًا
ورغم أن ذلك أضاف لي عبئًا ماديًا إضافيًا
ورغم أنني اضطررت للحصول على قرضٍ من البنك بضمان راتبي (وهو مصدر دخلي الوحيد ) للوفاء بهذه التكاليف الباهظة
ورغم أن العمل في كل هذه الامتحانات استغرق حوالي أربعة سنوات كاملة كنت أعمل فيها أحيانًا لمدة 15 ساعة يوميًّا
ورغم أن الإرهاق الناتج عن العمل المتواصل لسنواتٍ ترك لي عاهة مستديمةً في الأصبع الوسطى بيدي اليمنى
إلا أنه يتبقى من كل هذا فائدة واحدة تساوي الدنيا وما عليها
وهي أن التجارة مع الله خيرٌ وأبقى
والله المستعان
- هذا الموقع هو نتاج عمل دام لأكثر من ثماني سنوات.
- الموقع بالكامل وبكل ما يحتويه هو عمل فردي لصاحبه.
- المحتوى الموجود هنا ليس موجودا في أي مكان آخر على الانترنت (بمعنى أنني لم أنشره في أي مكان آخر) .
- هذا الموقع بكل ما يحتويه هو مجرد إسهام متواضع من صاحبه على طريق تيسير النحو على المتعلمين.
- يعلم الله كم كانت رحلة العمل في هذا المواقع شاقة، وأنني كنت أعمل لـ 15 ساعة يوميا لشهور بل لسنوات.
- هذا الموقع مجاني بالكامل.
- العمل بالموقع لم يكتمل بعد.
- لا أسألكم إلا الدعاء.
أخوكم
يسري سلال
]]>