التَّنوين ميزة في لغتنا العربيَّة لا نجدها في لغات أخرى؛ حيث تجد كثيرًا من المفردات يُرسَم على آخر حرف فيها ضمَّتان، أو فتحتان، أو كسرتان، وهو ما يُسَمَّى بـ (التنوين ) :
- جاء رجلٌ – قرأتُ كتابًا – مررتُ بمسجدٍ.
وسُمِّي التنوين (تنوينًا ) ؛ لأنَّنا ننطقه نونًا.
- والتنوين يتبع الحركات الإعرابيَّة، وتتغيَّر صورته بتغيُّر تلك الحركات على آخر الكلمة، فنقول:
- تنوين بالضمِّ، إذا كان الاسم المنوَّن مرفوعًا.
- تنوين بالكسر، إذا كان الاسم المنوَّن مجرورًا.
- تنوين بالفتح، إذا كان الاسم المنوَّن منصوبًا.
- واختلفت الأقوال في سبب دخول التنوين كلامنا العربي:
1 – فمنهم من قال إن التنوين يُستخدَم طلبا للخفة.
2 – ومنهم مَن قال – وهو الأهمُّ – إنَّه جاء للتمييز بين الاسم والفعل؛ حيث إن التَّنوين يدخل فقط على الاسم، أمَّا الفعل فلا يلحقه التَّنوين مطلقا.
3 – وفريق ثالث قال إن التَّنوين للتمييز بين الأسماء المصروفة، والأسماء الممنوعة من الصَّرف؛ فالمصروف يقبل التَّنوين، أمَّا الممنوع من الصَّرف فلا يُنوَّن.
- الأسماء التي لا يمكن تنوينها بأيِّ حال:
1- الاسم المعرَّف بـ (أل ) ؛ فلا يجتمع التنوين مع (أل ) التَّعريف في كلمة واحدة:
فنقول: جاء (رجلٌ ) .
أما مع (أل ) التعريف، فنقول: جاء (الرجلُ ) .
ولا نقول: جاء (الرجلٌ ).
2- الاسم المضاف:
مثل: حضر (معلِّمٌ ) ، فإذا قلنا: حضر (معلّمُ ) الفصل؛ فلا يمكن التَّنوين.
3- الاسم الممنوع من الصَّرف:
فنقول: زرتُ (أحمدَ ) ، ولا نقول: زرتُ (أحمدًا ).
ونقول: لديه (مفاتيحُ ) كثيرة، ولا نقول: لديه (مفاتيحٌ ) كثيرة.
ملاحظتان:
أ – يُلغَى نطق التَّنوين، عند الوقف على الكلمة المنَّونة؛ وذلك لانقطاع الصوت عندها:
فلا نقول: إنه مشهدٌ (عجيبٌ ) ، بل نقول: إنه مشهدٌ (عجيبْ ) .
وإن ظهرت علامة التَّنوين كتابة على الحرف الأخير.
وإذا كانت الكلمة المنوَّنة التي يوقف عندها منصوبة، فالتَّنوين هنا يُقلَب إلى ألف:
مثل: كان خالدٌ مسافرا.
ب – إذا كان الاسم المنًّون منتهيًا بتاء مربوطة، يتمُ الوقوف عليها بنطقها (هاء ) ، سواء أكانت مرفوعة، أم منصوبة، أم مجرورة:
فنقول: هذه مدينةٌ (جميلة ) تنطقها بالهاء لا بالتَّاء.
- الأسماء التي تُنَوَّن في النُّطق، ولا تلحقها ألف التَّنوين:
1 – الأسماء المنتهية بالتَّاء المربوطة (شجرة ) .
2 – الأسماء المنتهية بالألف المقصورة (كبرى ) .
3 – الأسماء المنتهية بالألف المهموزة (مبدأ ) .
4 – الأسماء المنتهية بالألف والهمزة (دعاء ) ؛ لكراهة وقوع الهمزة بين ألفين، فإذا انتهى الاسم بالهمزة، دون ألفٍ قبلها، تلحقه ألف التَّنوين (ضوء: ضوءًا ) .
- فوئد التَّنوين ودلالاته:
التَّنوين لم يأتِ في اللغة عبثًا، بل لتوضيح معنى، وكلُّ متمعِّنٍ في اللغة يدرك أنَّ أيَّ زيادة على مبنى الكلمة، تؤدِّي في الغالب إلى زيادة في المعنى:
ومن أهمِّ تلك الدلالات والفوائد:
1- الدِّلالة على خفَّة الاسم المصروف، وعلى تمكُّنه في باب الاسميَّة:
فالفعل لا يُنَوَّن؛ لثقله، أمَّا الاسم فقد يلحقه التَّنوين لخفَّته. وهذا يُسَمَّى (تنوين التَّمكين ) .
2 – الدَّلالة على التَّنكير وعدم التَّحديد:
وغالبًا يلحق هذا التَّنوين أسماء العَلَم المنتهية بلفظ (ويه ) ، مثل (سيبويه ) ، و (خالويه ) :
فإذا كنتَ تتحدَّث عن شخص معيَّن في ذهنكَ، فهنا لا يلحقه التَّنوين؛ لأنَّه اسم مبنيٌّ:
فتقول: مررتُ بسيبويه.
ولا تقول: مررتُ بسيبويهٍ.
أما إذا كنتَ تتحدَّث عن شخص غير محدَّد، يُسَمَّى بهذا الاسم، وليس معهودًا بينكَ وبين مَن تتحدَّث معه؛ فالتَّنوين هنا يلحق باسمه للدَّلالة على التَّنكير.
فتقول: مررتُ بسيبويهٍ.
وهذا يُسَمَّى (تنوين التَّنكير ) .
3- التَّنوين في بعض أسماء الأفعال للدَّلالة على التَّوسع في المعنى، وعدم التَّحديد:
فحين تقول لشخص: (صَهْ ) ، بتسكين الهاء، وبدون تنوين، فأنتَ تعني أن يسكت المتكلِّم عن كلام معيَّن يتحدَّثِ به، وأن يتحدَّث بغيره.
أمَّا إذا قلتَ له: (صَهٍ ) ، بتنوين الهاء، فأنتَ تعني أن يسكت عن الكلام نهائيًّا، و لا يتحدَّث بأيِّ شيء.
4- الدَّلالة على التَّعويض:
- حيث يحلُّ التَّنوين محلَّ شيء محذوف في الكلمة، ويكون عوضا عنه، مثل أن يُحذَف حرف الياء من الاسم المنقوص النكرة عند الرفع والجر، ويحلّ التنوين محلَّه:
مثال: هذا قاضٍ – مررت بوادٍ.
فالتَّنوين هنا تعويض عن حرف الياء المحذوف.
- هذا وقد يأتي التَّنوين عوضًا عن كلمة، كحذف المضاف إليه، وإبقاء المضاف، مثل لفظيِّ: (كلّ، وبعض ) :
فنقول: (كلٌّ ) يطلب حقه.
فالتَّنوين هنا جاء للدلالة على حذف المضاف إليه.
وأصل الجملة:(كلُّ ) شخص يطلب حقه.
- وقد يأتي التنوين للدلالة على جملة أو أكثر، وغالبًا في كلمة (حينئذٍ ) ، أو (عندئذ ) ، أو (يومئذ ) ، وما شابه ذلك:
مثال: إذا درس الطالب واجتهد، (ساعتئذٍ ) يطمئنُّ إلى نتيجة الامتحان.
فهنا أغنى التنوين عن تكرار الجملة التي قبل كلمة (ساعتئذٍ ) .
5- تنوين المقابلة:
وهو اللاحق بجمع المؤنَّث السَّالم، مثل: هؤلاء (سيِّداتٌ ) ، رأيتُ (سيِّداتٍ ) :
وسُمِّي بـ (تنوين المقابلة ) ؛ لأنَّه يقابل النُّون في جمع المذكَّر السَّالم؛ حيث إنَّ جمع المذكَّر السَّالم النَّكرة لا يُنَوَّن؛ لأنَّ النُّون أغنته عن التَّنوين (مسلمون، مسلمين ) .
أما جمع المؤنَّث السَّالم، فيلحقه التَّنوين الذي يعادل النُّون في جمع المذكَّر السَّالم.
ملاحظة:
يمكنكم قراءة المقال من خلال حسابنا على موقع فيس بوك .. من خلال الرَّابط التَّالي:
Deprecated: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/ibl2ea1p0bg3/public_html/alnahw.com/blog/wp-includes/formatting.php on line 3603
هذا الدرس اعتقد انه لابد ان يكون بالفيديو
Deprecated: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/ibl2ea1p0bg3/public_html/alnahw.com/blog/wp-includes/formatting.php on line 3603
اوفقك جداااااااااااا
Deprecated: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/ibl2ea1p0bg3/public_html/alnahw.com/blog/wp-includes/formatting.php on line 3603
هل ممكن عمل منتدى داخل الموقع به شات او دردشة للتعارف وابداء الاراء بين المتابعين
Deprecated: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/ibl2ea1p0bg3/public_html/alnahw.com/blog/wp-includes/formatting.php on line 3603
مشكور يا ادمن على الموضوع الهام
Deprecated: Function get_magic_quotes_gpc() is deprecated in /home/ibl2ea1p0bg3/public_html/alnahw.com/blog/wp-includes/formatting.php on line 3603